ما إن فتح المصعد بابه حتى أصابت (نورا) الحيرة، وتساءلت سرًّا، هل تتقدم إلى الداخل مع تلك الزمرة من الرجال أم أنه من الأفضل أن تنتظر مصعدًا آخر مع أمها؟
وبدأت تتأمل ما يحدث أمامها من الشخصيات التي رأتهم للتو منذ ما لا يزيد عن ثلاث دقائق.
حنى (رؤوف) نفسه قليلًا وهو يشير إلى السيدة (سلمى) قائلًا:
تفضلي بالدخول أيتها الجميلة
وكانت تلك الجملة تفضح ما يخطط له هذا الرجل الأصلع الضخم..
وفجأة أظلم المصعد تمامًا وكأنه أحد القبور المدفونة تحت الأرض وسط مقبرةٍ مهجورة في ليلةٍ مظلمة، ثم اهتز بعنفٍ كأرجوحة أطفال وهبط فجأة إلى الأسفل بسرعةٍ شديدة قبل أن يتوقف بشدة مع صوت صريرٍ عالٍ لم يعلُ عليه سوى صرخة صرخة عالية تحمل كل ما يمكن أن يشعر به أي شخص في هذا العالم من ألمٍ وفزعٍ وذهول..
كانت صرخة تعرفها (نورا) جيدًا...صرخة شخص يحاول جاهدًا عدم السقوط من قطار الحياة رغم يقينه من أنه سيسقط وإلى الأبد.
ثم فاحت رائحة الموت داخل المصعد...