قررتُ أنا والمُصوِّر الفوتوغرافي "ستانيسلاف كروبر" أن نمضي مع اللاجئين السوريين، مُحَاولين عبور البحر من مصر إلى إيطاليا. لقد سلَّمنا قَدَرَنا لمهربين لم يكونوا يعرفون أننا صحفيون. كانوا يضربوننا بالعُصيّ كالآخرين ويطلبون منَّا أن نسير بسرعة كي لا يُلاحظ أحد المجموعةَ التي كنَّا ضمنها. لا يمكن أبدًا أن يقبلوا بوجود صحفيين في رحلات كهذه حتى لا يتسرب شيء إلى الجهات الأمنية. كان أخطر ما يمكن أن يحدث لنا في هذه الرحلة هو أن يتمكَّن هؤلاء من معرفة هوياتنا الحقيقية. فقط "عمّار" وعائلته كانوا الوحيدين الذين يعرفون حقًّا من نكون نحن. "عمّار" صديق قديم لي تعرَّفت عليه أثناء تغطيتي الصحفية للحرب الأهلية في سوريا. اليأس هو فقط ما دفعه لتحمُّل تعب هذه الرحلة وحلم العيش في ألمانيا. قام "عمّار" بالترجمة لنا أثناء هذه الرحلة. قمنا، أنا والمُصَوِّر، بإطلاق لحيتنا وعرَّفنا أنفسنا بأسماء وهمية. أثناء تلك الرحلة تقمَّصتُ أنا شخصية السيد "فارجي"، أمَّا هو فكان مُعَلِّم اللغة الإنجليزية السيد "سيرفات". نحن الاثنان عرَّفنا أنفسنا على أننا لاجئون من إحدى جمهوريات القوقاز.