هل كان منامي الليلة السابقة صادقا، حين رأيت "نيل" و"سمير" يسبحان في حوض من الخمر؟ أم إنه كان عليّ أن أتدخل بأقلامي الملونة، وأبدل اللون القرمزي للنبيذ بلون الشوكولاتة التي أذابت الضغائن، مثلما تذوب قطعة الشوكولاتة في الفم بنعومة؟ فقد قال سمير ونحن نحتسي حديثه بشغف، أنه على الرغم من أن الشوكولاتة اشتقت معناها من كلمة "زوكولات"، بمعنى الماء المُر، فإنه يوصى بها كوصفة لمحو الكدر والكآبة وإذابة المرارة التي تعلق بالنفوس. ولا عجب إذن أن "أولجا" التي تبلغ الخامسة والسبعين، وتدمن على الشوكولاتة الداكنة، التي تمنح الطاقة، تقوى على السير بين الجبال، حتى تصل إلى البلدة المجاورة في غضون عشرين دقيقة، وإن "كاترينا" التي تتعالى على ألواح الشوكولاتة التي بالمطبخ، تتوق إلى حضن أو لمسة ذكورية، مع إنها لو عبثت بلسانها مع قطعة صغيرة من الشوكولاتة، ستحصل على اللذة والدغدغة التي تخلفها آثار قبلة رومانسية عميقة.