"مجموعة قصصية تتناول رحلة حافلة بلمسات شاعرية مفعمة بالمرح والسخرية والطرافة والعبث البريء لسائح يسافر، سنة 1933 عبر شواطئ المتوسط، فينطلق من تونس ليمر بعدد من موانئ المتوسط: سردينيا، كورسيكا، نيس، مرسيليا، نابولي، بومباي، بيره (بيريوس) أثينا، الدردنيل، إسطنبول، أزمير، ويعود مرةً أخرى إلى بلده تونس. زين رحلته برسوم بسيطة معبرة، تكشف عن مزاجه الرائق وروحه المرحة وشخصيته الطريفة، وهو -فضلاً عن ذلك- يقول عن نفسه إنه شخص فوضوي غير قادر على تنظيم أعماله ولا أفكاره.وقد تجلت السخرية خاصة في الألقاب التي منحها الدوعاجي لأصدقاء رحلته فمثلاً"مدام المعرفة الكاملة"والتي قال عنها الكاتب "تريد أن تعرف كل شيءكأنها سترشح نفسها يوماً لإدارة هذا الكون"،وكذلك لم يسلم "أتاتورك"من سخرية الكاتب من شخصه وأنفه عندما وصل إلى إسطنبول ...
تمتاز هذه الرحلة بأهمية تاريخية فريدة، فهي جاءت ما بين الحربين العالميتين، وكانت النازية والفاشية تشقان طريقيهما إلى المسرح السياسي في كل من ألمانيا وإيطاليا. وتبرز في سطور الكاتب أسماء مصطفى كمال أتاتورك، وهتلر، وموسوليني، وتدل يومياته على تمتعه بحاسة مرهفة ورؤيا حدسية صافية في استقراء التغيير والنفاذ على أعماق الأحداث والشخصيات التاريخية التي سوف تزلزل التاريخ الأوروبي، بل والعالم كله بعد ذلك بسنوات.