هذه رواية ضخمة، كبيرة، غنية، ملحمية، رواية ثلاثة أجيال من عائلة خلال سنوات طويلة وحقبات متعاقبة من تاريخ تركيا الحديثة، الجيل الأول يعيش أيام دولة الرجل المريض في آخر أيام الدولة العثمانية الضعيفة المغلوبة على أمرها، هو جيل جودت بيك التاجر المحافظ ويشهد سقوط السلطان عبد الحميد، يتلوه الجيل الثاني وهو الجزء الأطول من الرواية والأكثر زخماً، وهو جيل أبناء جودت بيك وهو شباب ما بعد الثورة في تركيا، وقبيل الحرب العالمية الثانية، حيث شخصيات رفيق وهو ابن جودت بيك وأصدقائه عمر ومحي الدين، حيث يواجهون تحديات عصرهم والبحث عن الذات والحيرة بين التمسك بتركيتهم أو الانسلاخ والزحف نحو أوروبا، وهي الحياة هي المادية والمظاهر والجاه أم هي الأدب والشعر، أما الجيل الثالث فهو جيل بداية السبعينات من القرن الماضي، حيث لا زالت تركيا تدور في حلقة مفرغة من الحيرة والقلق والترقب.
تتناول الرواية الحياة بكل تفاصيلها وزخمها وغنى شخصياتها داخل ذواتهم وأفكارهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض وبحياتهم من جميع جوانبها.
يتميز سرد أورهان باموق بالطول والتفاصيل الغنية، فينتقل إلى المناطق ويصفها ويحلل الشخصيات ويميزها بطابعها الخاص، فتصبح رواياته عبارة عن عالم كامل بتفاصيله وحياته الخاصة، وأورهان باموق هو كاتب تركي من مواليد اسطنبول في عام 1952، وقد نشأ في أسرة كبيرة تشبه الأسر التي يصفها في رواياته، كان يحلم أن يصبح رساماً محترفاً ثم معمارياً لكنه ترك الجامعة، ثم درس الصحافة وتخرج إلى أن قرر أنه سيصبح روائياً في عمر الثالثة والعشرين، وقد حاز على النجاح منذ روايته الأولى (جودت بك وأبناؤه)، ثم (المنزل الهاديء) و(القلعة البيضاء) ، و(الكتاب الأسود)، و(اسمي أحمر)، وقد حاز على جائزة نوبل للأدب في عام 2006.