صدرت هذه الرواية في عام 2010 في فترة ما قبل الثورة السورية وما تلاها من الأحداث، وهي الرواية الأولى للكاتب السوري عدنان فرزات، وتتحدث الرواية عن الفساد السياسي في الحياة البرلمانية قبل الأحداث الدائرة في سورية، وتدور الأحداث في مدينة دير الزور وفي منطقة تسمى (حي الكجلان) حيث تعيش السيدة (هدايات)، وهي امرأة مسنة اعتزلت الناس منذ زمن لكنها ذات شخصية قوية حيث كانت مديرة لمدرسة البنات، وكانت قد حبست نفسها بعد وفاة زوجها وهجرة ابنها البكر ومقتل ابنها الثاني في ظروف غامضة، قررت هذه السيدة أن تعود الى الحياة متحدية كل الصعاب لترشح نفسها لانتخابات مجلس الشعب، فتقرر أن ترفض الواقع البائس وتتحدى الطبقة الحاكمة، بعد أن استشرى الفساد وساد الظلم، فيتعامل معها السكان كأنها مجنونة ثم يقررون دعمها في محاولة لتحدي السلطات والفساد المنتشر في مؤسسات الدولة كلها وخصوصاً الهيئات البرلمانية، فتكافح وتحارب المستحيل لكي تحاول الفوز في الانتخابات.
هذه إحدى روايات الكاتب السوري المقيم في الكويت عدنان فرزات، وقد حازت رواياته على التقدير والإعجاب بسبب أسلوبه المميز فهو يخلط الواقع بالخيال بطريقة تجعل النص تجربة ممتعة وشيقة ويجعل السرد ممتعاً، كما أنه ينتهج في رواياته اسلوب المزج بين الشخصيات وحياتها الخاصة بالإضافة إلى الأحوال السياسية والاجتماعية للبلاد وتأثيرها على شخصيات الرواية وما تؤثر به على سير الأحداث، فتجد في رواياته الشخصيات التي عانت من الحروب والأخرى تعرضت لاضطهاد سياسي أو تعذيب، وهناك صدمات الحياة والهجرة والغربة والتشرد والحرمان، فتعتبر رواياته نموذجاً للإنسان الحقيقي الذي يمر بالأهوال فيصطدم بها ويعيش وتستمر به الحياة حتى ختام الرواية.