هو جمال الدين محمَّد بن صفدر بن عليِّ بن محمَّد الحسينيُّ الشيعيُّ الأفغانيُّ، كان واسع الاطِّلاع في العلوم العقلية والنقلية، له رحلاتٌ طويلةٌ، نُصِّب عضوًا في مجلس المعارف، نفته الحكومة المصرية، ورُمي بالانحراف في الدين وتسخيره لخدمة أعداء الإسلام ومؤاخذاتٍ أخرى..
لكن رغم ذلك يُعتبر جمال الدين الأفغاني ثالث الرجال الذين قادوا محاولات التغيير في عالمنا الإسلامي ممن تكلم عنهم الغزالي، وأعطاه لقبًا فخمًأ: (المجاهد الإسلامي الضخم)، وتكررت منه الحفاوة به والتقدير الوافر له، فقد كان الأفغاني ممن ظهروا في لحظة قاسية من تاريخ الأمة، وتمتع بصفات العزة والأنفة والشخصية القيادية، وأشعل يقظة الشرق ضد الاحتلال الغربي وضد الحكومات المستبدة، ولهذا اجتمع على الطعن فيه صنائع الاحتلال ومن تشوهت موازينهم فليسوا يعرفون أقدار الرجال.
في هذا الكتاب سنتعرَّف على العالم الأفغاني، نشأته وطفولته، زمنه وصفاته، كفاحه وآثاره الباقية حتى الآن والأهم من ذلك الشائعات التي دارت حوله وما مدى صحتها.