بعد إشارة بسيطة إلى تاريخ نشأة اللعبة في القارة السمراء، بَرَع المؤلف حين قرر تقسيم القارة إلى خمسة أقاليم كبرى: شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط، ثم شرع في رسم شخصية دقيقة لكلٍ من هذه الأقاليم.
وتلك الشخصية الكروية لكل إقليم تستند إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، فلا يمكن على سبيل المثال فصل تفوق الشمال كرويًا، عن حصول أبنائه على الاستقلال في فترات مبكرة قياسًا بدول أخرى داخل القارة، أو عن قربه الجغرافي من أوروبا وسهولة التواصل معها ملاحيًا عبر البحر المتوسط "ما جعل من السهل انتقال الخبرة العلمية للكوادر الإدارية والفنية إلى دول الشمال الأفريقي". لا خلاف أن "اللاعب هو الفاعل الأول في منظومة كرة القدم أينما كانت"، واللاعب الأفريقي المعروف بـ"القوة والسرعة والمهارة" متهم أيضًا بالعشوائية والارتجال، لذلك وصفه الكاتب بـ"الغزال" فهو سريع وماهر وقوي، لكنّه "كثيرًا ما يشرد دون أن يفكر في تبعات ذلك على فريقه". تحدث عن السحر الذي اشتهرت به القارة السمراء. وسرد أبرز وأشهر القصص التي تتحدث عن سحرة ومشعوذين استعانت بهم المنتخبات والفرق السمراء، عن سوء الإدارة الكروية في أغلب دول القارة، ونبّه إلى أحد أبرز تجليات سوء الإدارة حين سقطت طائرة المنتخب الزامبي قبالة سواحل الجابون في أبريل/ نيسان 1993، وتشير التفاصيل إلى أن طائرة المنتخب الزامبي عانت من العديد من الأعطال قبل هذه الرحلة، وأن اللاعبين تذمروا لكنّ لم يهتم المسؤولون، ما أدى إلى مقتل 25 لاعبًا كانوا يمثلون جيلًا ذهبيًا للكرة الزامبي.