لجأ اسماعيل إلى الأردن بعد نكبة فلسطين ولكنّه على عكس العديد من اللاجئين استطاع أن يبني نفسه من جديد؛ فقد اشترى ستين دونمًا شرقيّ نهر الأردن مقابل بطاقة الإعاشة الخاصّة به وبأسرته، وعمل على زراعتها والاستقرار فيها آملًا أن يعود إلى العباسية يومًا ما وبالتالي تُضاف هذه البيّارة إلى أملاكه هناك.
عاش حياةً شبه مستقّرة على مدى عشرات الأعوام إلى أن طرق بابه ذات يوم رجلٌ ستينيٌّ أنيق وحياه بتحيّة أهل العباسية؛ ليكتشف بأنه ابن أخيهم الأكبر الذي فُقِدَ في الحرب العالمية الأولى وظنَّ الجميع بانّه قد مات وقتها!
فما قصّة هذا الزائر الغريب؟ وكيف سيتأكد اسماعيل من هويته؟ وما حكاية الخريطة التي يحملها بيده ويزعم بانّها تقودهم إلى دفائن من عُمر الحرب العالمية الأولى؟!
غريب النّهر هي حكاية الشتات الفلسطيني بطورةٍ خرجت عن الإطار، هي رحلةٌ نتتبع فيها مسار ضحايا السياسة وتفرّقهم بين البلدان.