تحت سماء رام الله، يتمدَّد نُوح على الشارع، غيرَ مكترثٍ للبرد والعتمة، حاسدًا الكلابَ المتحرِّرة واللامنتمية... في النهار، يجلو الصحونَ، ويلتقي أصدقاءَ الجامعة، ويكتب؛ فهو يعشق الكتابةَ ويعشق الفتياتِ الثوريّات.
لكنْ، ما الذي غيَّر نظامَ نُوح الداخليَّ ليجد نفسَه في هذه الدوّامة من المآسي الطريفة، فيغدو قادرًا على محادثة البُوم وتنفيذِ خِطط أُناسٍ من عالم آخَرَ؟
تَحتَ سماءِ ما تبقَّى من فلسطين، تشتبِكُ المآسي بالضَّحك المالِح، والعَرَقِ الأزرق، وبساطيرِ الجُنود، ليُشكِّل هذا كلُّه سماءً جديدةً "لا تُرى إلّا بالظّنِّ...
"غاسل صحون يقرأ شوبنهاور" روايةٌ تتراوح بين الواقعيّة والهذيانيّة، تنظر إلى الواقع من عين الذّات وتصوّراتها الخاصّة، غير أنّها لا تقع ضمن تصنيف الرّوايات الفلسطينيّة التي تكرّر الغوص في مواقف مقيّدة بوضع الاحتلال والتظلّم والأسى المعاش، بل تشكّل أنموذجاً من النّماذج التّجديديّة الخارجة على مألوف الرّواية الفلسطينيّة وتكراره، وبالتّالي على نهجٍ وُسِمَت به، لينهج الكاتب مساره الخاصّ في السّرد الرّوائيّ.