يقول يوسف إدريس في مقدمة كتابه هذا:
"لم أكن فى نيتى أن أفعل هذا، ولكن الأصدقاء والقراء تكاتفوا علي وأرغمونى إرغاماً أن أصدر هذه اليوميات فى كتاب قائلين، على سبيل الحجة: إن كل مجد الجبرتى أنه كتب يومياته عن أواخر حكم المماليك والحملة الفرنسية وما تلاها، وما كان يؤرخ لها أو يطمع أن يذكره التاريخ، كل ما فى الأمر أنه كان صادقاً مع انفعاله بالموقف اليومي وبالتالى المصيري لما يحدث فى مصر.
وقد كنت أنت -يقصدون أنا كذلك- ملتصقاً بيوم شعبك أقصى الالتصاق منذ كتبت رانيًا إلى ثورة وأنواع كريمة من الحياة وضعت ثلاثة أرباع طاقتك الكتابية فى يومياتها خلال الستينات.
فكيف تترك هذا، "لدشت" الصحف ومجلداتها؟ إنه ماضٍ حدث فى الستينات ولكنه واقع يحدث حتى اليوم. فلماذا لا تجعل منها كتاب يوميات؟
وهآنذا بناء على رغبتهم أفعل.
وهذه المرة مؤمن تماماً بما أفعل.
فليقرأها القارىء.
وليترك نفسه على سجيتها وهو يقرؤها ويستقبلها، فأنا لم أفندها حسب المواضيع وإنما حسب الوحى وتاريخ نشرها، كما تركت نفسى أنا على سجيتها وأنا أكتبها وأرسلها.
وليس لى أى مطمع فى ذكر تاريخي أو أدبي.
حتى لو كانت قد استغرقت ثلاثة أرباع طاقتي أو عمري."