"وفي بعض الصباحات الشتوية عندما تلتحف السماء بظلمة عنيدة، كنت أتسلل إلى سريرها البديل وأنا بكامل ملابسي المدرسية، ثم أتقوقع في التجويف الذي خلّفته في الملاءات وأتساءل وربطة عنقي تضغط على رقبتي، والدفء يسري في خدي من وسادتها، كيف للفردوس أن يكون شيئاً مختلفاً عن هذا؟"
هشام مطر من رواية في بلد الرجال.
هذه الكلمات بقلم الكاتب هشام مطر اللذي ولد في نيويورك لأبوين ليبيين وهو صاحب هذه الرواية الصادرة باللغة الإنجليزية والتي تمت ترجمتها إلى العربية لتصدرها دار الشروق تحت اسم "في بلد الرجال"، يروي الحكاية ويحتل بطولتها "سليمان" الصبي ابن التسع سنوات، اللذي يعيش في عالم الطفولة بين الأصدقاء والمدرسة واللعب، بينما يحوطه عالم غريب من الجواسيس والمخبرين اللذين ينتظرون عودة والده لكي يأخذوه إلى المجهول.
تتمتع الرواية بسردية زخمة وتفاصيل بلد جميل ومفعم بالحياة هو ليبيا، بكل مناطقها وسواحلها والصحراء الواسعة وأهلها وساكنيها لكن في الوقت ذاته يغلفها واقع سياسي مرير وأليم يأخذ السكان إلى حياة محاصرة وحريات مفقودة تبدو بعيدة عن رحابة الأفق الذي تتمتع به البلاد.
قد نالت هذه الرواية لتميزها على جائزة الجارديان للعمل الأول في بريطانيا، وجائزة حلقة نقاد الكتاب الوطني في أميركا، كما نالت العديد من الجوائز الأدبية الدولية المرموقة؛ منها: جائزة كتاب الكومونولث الخاصة بأوروبا وجنوب آسيا، وجائزة أونداتجي، والجائزة الإيكالية بيميو فلايانو لأفضل رواية، وتُرجمت لما يزيد على 30 لغة.