"صحراءٌ لم يمهلها الموت تلذذ الحياة وحول عمارها إلى خلاء، لم يبق فيها سوى "نيكولا" رجل حلم بموطن فلم يحظ إلا بقبر وارى بين صخوره جسد "إيليا" البنت والحبيبة، دفن معها أحلامه ومصير أرض زرع فيها الخطيئة فلم يجن غير الدمار..."
في عام 1963 بزغت في ذهن صبري موسى فكرة رائعته «فساد الأمكنة»، وذلك حين أمضى ليلة في جبل «الدرهيب» بالصحراء الشرقية، على مقربة من الحدود المصرية السودانية، لكن الأمر استدعى منه بعد عامين زيارة قبر الصوفي الكبير أبي الحسن الشاذلي في الجبل نفسه ليخرج لنا بهذه الملحمة الأدبية العظيمة والتي يصفها غالب هلسا قائلًا:
"هذه رواية فذة، اقتحمت عالما عربيا صعب المسالك"، ليست العبقرية فى الرواية التى حكى فيها سيرة ذلك القادم من جبال القوقاز ليقدمه إلينا عبر وليمة جبلية، وإنما العبقرية فى جعل هذا القديس القوقازي يتوحد مع سكونية وصوفية الجبل الذى حلّ فى جسد الجد الأكبر كوكا لوانكا، ويأخذنا فى نهاية الرواية فى مشهد أسطورى لبطله الذى يجسد ملامح البطل الإغريقى وهو يقتاد ابنته إيليا التى جعلها على اسم زوجته التى قالت له فى لحظة عشق: سأتركك لمصير مُفْجِع امتثالا لقانون المكان..."