"كان لهما طُموحًا جنونيًّا، والكارثةُ الكُبرَى والمُحيرةُ أنَّ كِليهِمَا أرادَ بناءَ وطنٍ ليسَ وَطنَه ولمْ يُولدْ بهِ يَومًا!"
بعد انتهاء حملة التنقيب، يعتزل البروفيسور رافييل ماركو أستاذُ الأركيولوجيا، مهنته، بعد سنوات من تحقيق الإنجازات في مجاله. وفي وقت فراغه، يفكر مرة اخرى في الحروب العالمية والعقول المدبرة لها، وهنا يقرر أن يراسل "توني ديفيس"، المتدرب الذي شارك في حملته السابقة،
ليحكي له عما يجول بخاطره، فيكتب له عن الدكتاتوران ويقول:
"لم يكونُا أخوينِ، لم يكونا منْ وَطنٍ واحدٍ، اختلفَا كثيرًا بقدرِ ما تَشابَهَا كثيرًا، حملَ كلًّ منهما لواءَ فِكرةٍ وعقيدةٍ تغلغلَتْ بداخلِهِ وأصَبحَتْ مُقدسةً لَهُ حتى فاضَ بِها على العالمِ كلِّه، كلاهُما أشعلَ العالمَ بنيرانِهِ، وقامَ الصديقانِ العدوانِ بقتلِ مَا يَقرُبُ منْ (مِائةِ) مَليونِ إنسانِ حولَ العالمِ لإرضاءِ جُنونِ عَظمَتِهِما، وحُلمِهِما في الهيمنةِ على العَالمِ، سَحقَا كُلَّ شيءٍ جَميلٍ تحتَ أقدامِهِما، اجتمعَا على كُرهِ البشرِ سِواهُما، واحتقروا اليهودَ والساميةَ أيضًا، عانَى كلٌّ مِنهُما طفولةً مريرةً معَ عَائلَةٍ شرسةٍ متحفزةٍ صنعَتْ مِنهُما وُحشينِ لا يعرفَانِ الرحمةَ، وبينمَا كانَتْ تَفصلُهُما آلافُ الأميالِ، فقد كانَا قريبينِ بشكلٍ مخيفٍ حتَى تشعرَ لوهلَةٍ أنهمَا شخصٌ واحدٌ، لمْ يكنْ مُقدرًا لكَلَيهِمَا أنْ يعيشَا في عالمٍ واحدٍ؛ وفي زمنِ الحربِ الثانيةِ سيجتمعُ الديكتاتورانِ لتدميرِ العالمِ"
مراجعة المعلومات التاريخية والتدقيق: سلمى صبري وأحمد سعيد