كتابنا اليوم عن الفيلسوف والرياضي الفرنسي رينيه ديكارت أو أبو الفلسفة الحديثة كما اعتبره الكثيرون بتحديده نقطة بداية للوجود إذ هو القائل "أنا أفكر إذا أنا موجود".
كان ديكارت طالبًا جيدًا، رغم الاعتقاد بمرضه الذي جاء من كونه لم يكن مضطرًا للالتزام ببرنامج المدرسة الصارم وعوضًا عن ذلك كان يُسمح له بالاستلقاء في سريره حتى منتصف النهار. أما المقررات التي درسها كالبلاغة والمنطق والفنون الرياضية (وقد تضمنت الموسيقا وعلم الفلك)، إضافةً إلى الميتافيزيقيا والفلسفة الطبيعية وعلم الأخلاق، فقد هيئته بشكلٍ جيد ليغدو فيلسوفًا في المستقبل!
وفيما بعد درس ديكارت اللاهوت والطب إلى جانب دراساته الأخرى.
وعلى الرغم من أن القرن العشرين وضع ديكارت في مصاف الفلاسفة، إذ ركز كل قرن على مجال مختلف من أعماله، إلاّ أن أبحاثه في الفيزياء النظرية أدت إلى اعتباره من قبل العديد من الباحثين رياضيًا بالدرجة الأولى. فقد قدم الهندسة الديكارتية، التي تتضمن الجبر، وطور عبر قوانينه في الانكسار فهمًا تجريبيًا لقوس قزح، وقدم طروحات واقعية لتشكل النظام الشمسي، وغيرها الكثير سنتعرَّف عليها بشكلٍ أوسع في هذا الكتاب.