كانوا ثلاثة إخوة، (مجد الدين، ضياء الدين، عزّ الدين) برزوا في علوم اللغة والأدب والتاريخ والحديث والفقه، واشتهر كل واحد منهم بـ "ابن الأثير"، وهم جميعا من أبناء بلدة "جزيرة ابن عمر" التابعة للموصل، وكان أبوهم من أعيان هذه البلدة وأثريائها.
أصغر هؤلاء الإخوة كان ضياء الدين، ابو الفتح نصر الله، المعروف بضياء الدين بن الأثير، الكاتب الأديب، أتقن صنعة الكتابة واشتهر بها بجودة أسلوبه وجمال بيانه، التحق بخدمة صلاح الدين وأبنائه في حلب ودمشق، وترك مصنفات أدبية قيّمة، أشهرها: "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر"، وهو من أهم الكتب التي تعالج فن الكتابة وطرق التعبير.
في هذا الكتاب سنبحر في حياة الأديب والعلامة ابن الأثير لنلقي نظرةً عن قرب على تفاصيل حياته؛ نشاته وأسرته، أدبه وارتحاله في طلب العلم، علاقته بصلاح الدين الأيوبي وتوليه الوزارة ثمَّ إخفاقه في السياسة، إضافةً إلى أهمّ مؤلفاته.