في عام 2009 لم تكن كتبي قد حققت انتشاراً يذكر، وعلاقتي بالوسط الأدبي لم تكن كمثل هذا الوقت، لذا كان لزاما علي أن أندهش عندما عدت لشقتي يوم 11 فبراير عام 2009، ليلاً لأجد أن هناك طرداً ينتظرني، أخبرتني والدتي أنها استلمته من عم ( محمد الفولي ) الذي يعمل بمكتب البريد القريب من منزلنا، والذي يعرف منزلنا جيداً ويعرف عائلتنا فرداً فرداً منذ ميلادنا إلى اليوم، جميع الخطابات التي أتت لمنزل عائلتي كانت على يديه بداية من مراسلات أقربائنا في بعض دول الخليج العربي في التسعينيات من القرن السابق إلى إنذرات الفصل التي أمطرتني بها مدرستي وأنا في الثانوية العامة.
أما أن يصلني طرداً باسمي فهذا غير متوقع، وخاصة أن الطَّرد قادم من مكتب بريد مكان يسمى " القصر " قبل أن أفتح الطرد بحثت على الأنترنت عن هذا المكان فلم أجد مكتب بريد " القصر" وقت كتابة هذه السطور اكتشفت أن القرية أنشيء لها مكتب بريد - لكن وجدت أنها قرية في الواحات، مزَّقت المظروف فوجدته يحتوي على أوراق كثيرة مرقَّمة من العدد (1) إلى بقية الأعداد على طرف كل ورقة، حتى خامة الأوراق متباينة فتجد ثلاثة أوراق فلوسكاب تتبعها ورقة من كشكول ثم ورقة أخرى متباينة بحجم جديد وهكذا، كأن من كتب هذه الأوراق لم ينهها في يوم واحد، وقد كتبها شخص يُدعى ( عصام ) على هيئة ؤسالة طويلة، وهذا الشخص يخاطب المرسل له إليه بأريحية شديدة باعتبار أنه صديق عزيز له، وبرغم أن تلك الأوراق أرسلت على عنوان منزلي إلا أن ( عصام ) هذا كان يخاطب شخصاً آخر غيري باسم غير غسمي لكن بصفات تشبه صفاتي كأنه يعرفني جيداً!!!