نعم هي دنيا الله وهبها للبشر كي يعمروها ويعبدوه حق عبادته، ولكن جرفتهم الحياة بضجيجها وصخبها وطحنتهم بين رحاها، ففقدوا إنسانيتهم شيئا فشيئا حتى أصبحوا مجرد مهاويس بسلطة زائلة ومال مفقود في كل الأحوال.
نعم هي دنيا الله، ولكنها دنيا الإنسان أيضًا، فلو كانت مملكته فقط لنشر فيها عدله ورحمته، ولكنه تركها للإنسان ليُختبر ويفشل في نهاية الأمر...هذا ما يحاول نجيب محفوظ إيصاله في مجموعته القصصية هذه عن طريق طرح قصصٍ بمواضيع مختلفة تبدأ بحالٍ ثمَّ تنتهي بحالٍ مغاير تمامًا، ليكشف بفلسفته ، ونظرته العميقة ، حقيقة الدنيا فهذه المجموعة هي لوحات بالغة الجمال من حياة الناس مليئة بالكثير من اللمحات الانسانية الرائعة، وقد رصد نجيب محفوظ فيها الكثير من التفاصيل الهامة في حياة أشخاص من طبقات وظروف مختلفة في صور جمالية ومختصرة..
حقا هي دنيا الله ولكن من خلال قلم نجيب محفوظ...