يقول فرانز كافك:ا "على المرء ألّا يقرأ إلّا تلك الكتب التي تعضّه وتخزه"، وأيضاً "على الكتاب أن يكون كالفأس التي تحطّم البحر المتجمد في داخلنا". هاتان العبارتان كانتا كافيتين لوصف كتاب ضد المكتب للروائي والكاتب السوري خليل صويلح.
يحمل هذا الكتاب بين سطوره ما يدعو القارئ إلى إعادة النظر في مفهوم المكتبة وطريقته في اقتناء الكتب وكيفية التعامل مع الكتب الرديئة أيضاً، فيتساءل الكاتب: أليس هناك شيخوخة للمكتبة وهل كل ما اقتنيناه من كتب ينبغي الحفاظ عليه خصوصاً بعد أن أصبحت الكتب متاحة لنا بكبسة زر على مواقع الإنترنت؟.
واعتماداً على تجربته الشخصية في القراءة، يأخذنا خليل صويلح في رحلة ممتعة حول قراءاتٍ لبعض الكتّاب والكتب الذين أثروا فيه. ويحكي عن معاناته في تجميع وشراء الكتب، ومعاناته في حفظها ونقلها أيضاً بين خمسة منازل، حتى اضطر في نهاية الأمر لبيعها أو التخلص منها بلا ثمن. ويقول الكاتب أن مكتبتنا قد تحوي كتباً وصلتنا كهدية من أحدهم، وأخرى اشتريناها في وقت معين لمتطلبات تلك المرحلة، وكتب أشبه بالأعشاب الضارة، وأخرى منها قد تسللت إلى المكتبة عنوة، فيدعو هنا للتخلص من هذه الكتب بلا رحمة وبلا طلب للمغفرة. لكن كاتبنا يعود و يقول أن بعض الكتب هي بمثابة الأسمدة التي تحسن نوعية التربة، وكتب توضع إلى جانب السرير لحراسة الأرواح من العطب.