منذ بزوغ فجرها، ضُربت على البشرية قيود العُزلة والوحدة في كونٍ شاسع ومُظلم وعصي على التخيُّل.. ولأن الإنسان يحمل رغبة متأصِّلة تدفعه دائمًا إلى السعي وراء المجهول، فلطالما حاول رصد واستكشاف الفضاء، وأطلق مراصده نَهِمة تُفتِّش السماء رقعةً رقعةً، أملًا في العثور على أدنى إشارة تَعِد بوجود أيِّ شكل آخر من أشكال الحياة الذكية غيره في الكون
في رواية اتصال، يُحقِّق عالِم الفلك والروائي الأمريكي كارل ساجان حلم البشرية الجامح بالتواصل مع حضارة فضائية مُتقدِّمة، ويسرد حكايته في ظل عالم يموج بالاضطرابات السياسية، والتعصُّب الديني، وتناحر الفلسفات، وحُمَّى اقتراب الألفية، والخوف من انهيار كل شيء.. حيث الأمل الوحيد الباقي هو وحدة جميع البشر.
يُبحر بنا ساجان في رحلة مُلهمة، رحبة كالكون ذاته، علمية بعيدة عن المبالغات، مُفعمة بالفلسفة، مُحرِّكة لمشاعر مُزلزلة من الصعب نسيانها، تجعل من السهل اعتبار الرواية أحد أهم إنتاجات أدب الخيال العلمي على مَرِّ تاريخه.