نافيد كرمانى كاتب ألماني من أصل إيراني، نشر العديد من المقالات والكتب عن علاقة ألمانيا بالإسلام وعلاقة المهاجرين من الشرق الإسلامي بأوطانهم الجديدة فى أوروبا. وفاز كرماني بالعديد من الجوائز المرموقة فى ألمانيا.
يتناول كتاب "بزوغ الحقيقة: على دروب اللاجئين عبر أوروبا"، موضوع رحلات المهاجرين من دول الشرق والجنوب، الذين وصلوا إلى أوروبا بالقوارب، حيث يصف كرماني ما يواجهونه في الرحلة، وما يعانونه على الطريق، نحو الأمل بحياة أفضل، متسائلًا حول قيم الحرية والعدالة والمساواة ومدى التزام الحكومات والمجتمعات الأوروبية بها في تعاملها مع اللاجئين.
يقول الكاتب أن بداية تفكيره في الكتاب كانت في خريف ٢٠١٥حين حضر اللاجئون إلى ألمانيا على أقدامهم في ذلك العصر شديد الحداثة، تلك اللحظة شديدة الإنسانية التي تدفق فيها اللاجئون عبر الحدود، بدأت فيها الفكرة، لأنه كان يعرف أن هذه اللحظة لن تتكرر، وأن هذه الحدود لن تبقى مفتوحة للأبد. أما عما يقصده كرماني في عنوان كتابه "بزوغ الحقيقة" فيقول إنه يقصد الحقيقة بمعنى الواقع، وليس بمعنى الحق، ويرى كرماني أن كل لاجئ في حد ذاته هو "بزوغ للحقيقة"،فهو يرى هذه الحقيقة في اللاجئيين المتفرقين في المدارس والشوارع، فكل لاجىء يروي قصة من كل الكوارث التي كنا نسمع عنها في النشرات الإخبارية، والآن لم تعد هناك أنباء نسمعها ولكنها حقائق نعيشها.
وهذا الكتاب قليلاً ما يصدر أحكاماً ولا يتحيز لموقف معين، لكنه يؤكد أنه عندما لا تكون هناك سياسة منِظمة للهجرة، لا يأتي إلا هؤلاء الذين يمكنهم تحمل المشقة، لذا فهؤلاء اللاجئون قادمون بمشكلاتهم العميقة معهم،ومنها مشكلات اجتماعية أدت إلى ازدياد قوة الأحزاب اليمينية، بعد عام 2015، بالرغم من محاولات الدولة والكنائس والمجتمع المدني التضامن مع هؤلاء اللاجئين، وتقديم المساعدات لهم. وتكمن أهمية الكتاب في نوعيته كريبورتاج أدبي، فهو يجمع بين الصحافة والأدب، حيث أن هذه النوعية الصحافية تعد إنقاذاً للصحافة وإنقاذاً للتاريخ، في مرحلة كتلك، تفتقد للتوثيق الدقيق والمحايد. والجدير بالذكر أن مشاهدات هذا الكتاب قد نُشرت أولاً بمجلة دير شبيغل الألمانية، غير أن الصيغة الموجودة بالكتاب أكثر إسهاباً، لكنها تظل صيغة مكثفة، تتلمس الطريقة الفوتوغرافية، تروي الأحداث بدون إطلاق أحكام.