"على حوائطه لعنات موشومة ترصد روحك، وتحت جلد أحجاره تسكن ثعابين جائعة لمذاق لحمك، سَكَنْتهُ فَكُتِبَ عليك يا ولدي الفزع والضيم، أنت فيه هالك.. هالك.. هالك، لا أمان لك ولا طريق سالك، بيدك سَتُنْهِي كل شيء.. بيدك ستكتب نهايتك....
بلهجة رصينة نطقت العجوز المتلفحة بالأسود، فوقف أمامها كفأر مذعور، لا يجرؤ على النطق، كمن خُيِّطَ لسانه بحلْقه بخيط من خوف، تأملته مليًا وطرقت على الأرض غاضبة ثم قالت:
- ما رأيتَ سوى ذرَّة، وما ستراه جبال من أهوال، لن يشفع لك حينها ولد ولا مال، إن أردت النجاة عليك بالعودة.. عُدْ يا ولدي إلى أصل الأشياء، عُدْ.. قبل أن تذهب إلى السماء".