تتناول هذه الرواية تاريخ قبيلة “غمارة” شمال المغرب؛ القبيلة الشاسعة بامتدادها الحضاري والتاريخي الطويل، كأهم المناطق التي أولت اهتمامًا حقيقيًا للعلم والدراسات القرآنية، وتخرج من معاهدها آلاف الفقهاء والباحثين في علوم الدين، مستحضرة تعاقب احتلالين، برتغالي وإسباني، على منطقة شهدت حربًا قاسية في العشرينيات من القرن الماضي، أو ما يعرف بـ"حرب الريف"،وتم قصفها بالأسلحة الممنوعة دولياً مما أدى إلى استسلام الأمير محمد عبدالكريم الخطابي والمجاهدين.
وتدور رواية مشبال حول التحولات الاجتماعية والثقافية الجذرية التي أصابت تلك القبائل شمال المغرب؛ من خلال رحلة خاضها مختار، بطل الرواية، وزوجته الإسبانية فلورا، من مدينة غرناطة الإسبانية إلى قريته "غمارة"، بعدما أمضى ما يزيد على عشرين عاماً مغترباً،
يخوض بطل الرواية رحلة البحث عن الذات والهوية والأسرار، التي سيكتشف من خلالها عمق الصراع بأعماقه ضد البشاعة والجشع، وضد الزمن وضد العوامل الوراثية التي تعبث بروحه على نحو ما، كما أنهكت أفرادا من عائلته من قبل.
وأيضاً يغوص الكاتب في سرد قصة جده البطل خلال الحرب ضد المستعمر، من خلال رصد تفاصيلها الخفية وما لم ترصده كتب التاريخ، مستنداً إلى روايات جمعها من مراجع أخرى أو قرأها، هذه التفاصيل التي تعود بذاكرته المثقلة بالجراح للخلف .