لم يكن بَيْتُ العُثْمانْلي مجرد بيت من حجارة ولم يكن داود جوهار يدري حين بدأ في تشييده عام ١٧٥٠، أنه يضع حجر أساس لأسطورة و تاريخ طويل لا يحصيه كتاب ضخم. مرت العقود وما زال البيت شاهد عيان على تَغَيُّر الأيام وتقلبات الدهر. كنوز من الأسرار لم يفصح البيت إلا عن النذر اليسير منها، وكأنه استمرأ الغموض واطمئن لتلك الغلالة الأسطورية التي اِلْتَحَفَ بها فزادته بهاءً وجلال. أقدارٌ تغيرت ومصائرٌ تحولت داخل البيت، من عز إلى ذل والعكس. طالته، كما طالت قاهرة المعز، فترات ذبول و اضمحلال، لكنه كان عصيا متماسكا غير قابل للانهزام، تماما كالقاهرة.