من خلال خمس رسائل مختلفة، وعبر متتالية سردية متصلة منفصلة تعرفنا هدى بركات على شخصيات روايتها وعالمهم، وما عاشوا فيه من مآسٍ وما مر عليهم من مشكلات وآلام، ونحن إذ ذاك نتماس تمامًا مع حكاياتهم من خلال ذلك البوح الذي تبثه في رسائل تنحو ناحية الاعترافات التي يطلقها أصحابها في الساعات الأخيرة من الليل، أملاً في التخلص مما أرهقهم في أيامٍ أو أعوامٍ سابقة، كل ذلك قبل أن تتغيّر مصائرهم ومصائر أصحابهم، بل وربما مصير ساعي البريد الذي لا نعلم ما إن كان سيوصل هذه الرسائل إلى أصحابها في النهاية أم سيتعثر هو الآخر في رسالته...
إنها حكايات أصحاب الرسائل، التي كتبوها وضاعت مثلهم في البحر. لكنّها تستدعي رسائلَ أخرى، تتقاطع مثل مصائر هؤلاء الغرباء. هم المهاجرون، أو المهجّرون، أو المنفيُّون المشرَّدون، يتامى بلدانهم التي كسرتها الأيَّامُ فأحالت حيواتِهم إلى لعبة "بازل"...
في "بريد الليل" تحكي لنا هدى بركات خلل العالم لكن بلغتها الخاصّة!!