ينثر الكاتب التونسي (شفيق طارقي) كلماته في نسقٍ متشظٍ ويسترسل في مخاطبة تلك التي أسماها "بربرا" يُفتشُ في صندوق ذكرياته ليبسُطَ ما هو مكنون في فؤاده من أسرار حميمة بأسلوب قريب من النمط الهذياني المطبوع بشطحات المتصوفة....يعشق ثمَّ يقتله السؤال وما تلبث الإجابة إلا أن تحضر في روحه كما كان يردد الحلّاج: "ما في جبتي غير الله".
ويتحول من شهيد التصوف إلى باختين والجرجاني، ينتقل بعذوبة فهو تارةً فنان وأخرى شاعر وثالثةً ناسكٌ متصوف.
يهذي مع جدته التي لم تصدق شيئًا في حياتها وتعقبُ على كل ما تسمعُ بقولها يكذب؛ خطاب الرئيس كذب التعليق الكروي كذبُ كلام العشاق كذب.
يستعيدُ شكوك والده بكونه ذا شأنِ لعدم ظهوره على الشاشة...ويستحضر صورة أمه..
ثمَّ يعود إلى "بربرا" عاشقًا يستفتح أيامه بمقامات عن الحب والمطر والرؤيا والأيام التي لم تأتِ بعد.
"بربرا" نصٌّ بري متوحش لن تستطيع حبسه في قفص قلبك أبدًا..