عرفت أن معظم هؤلاء المهربين كانوا سوريين، وهم على صلة ببعض المصريين الذين يسهلون لهم عملهم. بعضهم كان يقول لي: أعطنا ثلاثين ألف دولار وسنخرجك من هنا غدًا، وبعضهم كان يطلب مني أن أعطيه جواز سفري، ولكنني لم أثق بهم بسهولة، فكيف لي أن أثق بأحد والحرب أظهرت أسوأ ما في البشر؟ تقاتل الإخوة على أبسط مسببات الحياة، وأصبح الجميع يضع نفسه قبل الآخرين في كل شيء. كل سوري قابلته فيما بعد في رحلتي كان موضع شك إلى أن يثبت عكس ذلك. تمسكت بجواز سفري وقررت ألا أعطيه لأحد مهما كان، حتى إن أفقده بلدي قيمته، فما مازال فيه الحصول على لجوء من خلاله ممكنًا
قصص واقعية عن الهجرة - إنتاج أصلي من كتاب صوتي