هي أوديسة من نوع خاص . إبحار إلى الديار بعيدة دونما أمل في العودة . ارتحال مجموعة فتيات معدمات من أرياف اليابان وقراه المنسية بحثاً عن زوج يحفظ لهن عيشاً غير الذي كن يعشنه في مزارع الأرز البائسة . بنات أغلبهن عذارى يحملن صور أزواج لا يعرفنهم وألبسة تقليدية بسيطة ، وأشياء أخرى حميمة يحفظنها بين دفوف كتب من نوع " مرحبا أيتها الآنسات اليابانيات !" أو "دليل المسافر إلى أمريكا" ويخبئن بي الضلوع أسراراً لا يبحن بها لأحد ورغائب ومخاوف .رغائب أنثوية بفرحة العمر ، ومخاوف منح الجسد لرجل مجهول في بلد مجهول .
رحلة شاقة في قعر باخرة قديمة تمخر عباب المحيط الهادئ باتجاه كاليفورنيا ، تنجاب حين أرست مراسيها عن واقع مر يريدهن إلى درك وضيع ، حيث يكتشفن أن الواقع غير ما حملته الرسائل ، وأن الصور المرسلة قديمة يرجع عهدها إلى عشرين عاماً ، وأن الأزواج الموعودين عمال بسطاء في مزارع القطن والخضراووات ...
هذه هي الأوديسة هي حلقة منسية من تاريخ اليابان الحديث ، أعادتها إلى الذاكرة جولي أوتسوكا .