"يدور هذا الكتاب حول الارتباط مع الضوء الداخلي الذي هو حقٌّ طبيعي لكل مخلوقٍ بشري. هناك أوقاتٌ نكون فيها جميعاً في حالة اتصال معه: يتجلى بالإحساس الرائع الناتج عن الوقوع بالحب - عندما تكون "مستقراً" بين ذراعي شريكك، راضٍ تماماً وحاضرٌ كلياً، ولحظة النشوة التي تشعر فيها أنك في المكان الصحيح والزمن الصحيح؛ وتبثّ في هدفك الحياة بطريقةٍ رائعة؛ وينير ضوء القمر الغامض المشهد لك عندما تشعر بالروح الحية للعالم الطبيعي.
إنّ هذه التجارب كأن تكون في البيت وحدك، مركزاً بشكلٍ خاص في جوهر كونك إنساناً، هو أمرٌ طبيعيٌ إلى أبعد حد. وهي "داخلية" و"أخرى" على حدٍ سواء، بمعنى أنه عندما تكون في مركز الخير وطيبة القلب ذاك الذي بداخلك، تشعر بأنك متصلٌ كذلك مع الكمال الأعظم – أي الفهم الأسمى - والذي من الصعب التعبير عنه بالكلمات ولكن يمكن تسميته بأسماء عديدة بما فيها الحكمة، الله، مصدر الوجود، أو الحقيقة المطلقة.
يخبرنا حكماءٌ ينتمون إلى جميع تقاليد الحكمة العالمية بأن تجارب "الطبيعة الحقيقية" هذه هي تعابير عن طبيعتنا البشرية الفطرية الجوهرية - أنها مثل الرحيق الذي هو الجوهر الأروع والألطف في الوردة. تحتاج الطبيعة الحقيقية للوعي الذاتي، الخوف، والحاجة الإلزامية لجعل الأشياء تحصل بطريقتنا الخاصة، ويخلق هذا الأمر الكثير من المعاناة والبؤس. يسمح الانسجام مع الطبيعة الحقيقية للحرية بالدخول إلى توافق مع تيارات الحكمة الأكبر وطرح الأفكار الجديدة لتؤتي ثمارها.
إن التفكير بغاندي، توماس جيفرسون، أو مارتن لوثر كينغ، لم يكن انسجامهم الشخصي مع المصدر الأكبر مسألة ذات أهمية خاصة لهم فقط؛ بل كان المركز الذي تدفقت منه حياتهم وخدمتهم للآخرين. عندما يكون هناك توافقٌ بين الجوهر الشخصي والوعي الأكبر، ستتدفق السعادة والفعل الهادف كماء النبع من داخل الأرض."