بطلة هذه الرواية فنانةٌ تعشق الفرشاة والألوان وتُجهر لمعرضها الأول لتبدأ الأحداث بذلك الصباح التي تقابل فيه خطيبها في المقهي البحري ويشاء القدر أن تلتقي صدفةً بحبيبة خطيبها السابقة في نفس المكان ليكون هذا اللقاء مثابة الصدمة التي تجعلها تهتز وتشعل نيران الصّراع داخلها و هي التي تظنّ دائمًا بأنّها قادرة على التحكم فيها ولكنَّ تلك المرأة المتحررة الفاتنة جعلتها تضطرب وتقارن نفسها بها واشتعل السؤال في قلبها وعقلها فجأة؛ فكيف لها وهي المحجبة أن تتنافس مع هذه الغريمة المثيرة جدًا؟!
"بوركيني، اعترافات محجبة" روايةٌ تقتحم السرد من ممرّ لجسد الذي شغل حيّزاً واسعاً في الأدب، لكنّ الكاتبة هنا تُقدمه في صورة قلّما عرفناها، متخذة منه بؤرة سردية تنطلق منها وتعود إليها بدائرية متقنة، فتصوّره مكشوفاً أنثوياً جذاباً، ومحجباً «مُكفنّاً» ممحوّاً !! فالبطلة رسامة متحررة لكنّ انفتاحها لم ينزع خوفاً داخلها، فلجأت إلى الحجاب، وبعدما اعتقدت أنه منحها الطمأنينة، وفرضها كإنسانة لا كأنثى، تكتشف أنّها تفتقد جسدها الملفوف بالأقمشة، ما يدفعها إلى القلق والسؤال عن جسدها وأنوثتها وقيمتها دون جسدها؟!