لابد أن يتوقف المرء طويلا أمام شخصية بنجامين فرانكلين الثرية والعبقرية؛ فهو السياسى المحنك، والكاتب موسوع الثقافة، والفيلسوف الكبير، وهو أيضا العالم الفذ الذى أهدى للإنسانية اختراعه الهام (مانعة الصواعق)، وأسهم فى كثير من المسائل العلمية فى مجال الكهرباء. ولم تكن طفولة فرانكلين بالسهلة، كما أن حظه من التعليم كان ضئيلا، ولكنه كان عصاميا فى تعليم نفسه وتثقيفها، كما كان لديه نفس تواقة للتجربة والتعلم تميل للملاحظة وإعمال العقل. وهكذا انطلق يعلم نفسه ثم يعمل فى حرف عدة حتى أصبح صحفيا ذائع الصيت، ثم يؤرق مضجعه ظلم الإنجليز للمهاجرين الأوائل بالمستعمرات الأمريكية (الولايات المتحدة الآن) فيهب مطالبا باستقلالها، ويشارك مع آخرين فى صياغة إعلان الاستقلال الأمريكى، كما يأبى ضميره استبعاد الزنوج، فيعمل قدر طاقته على إلغاء العبودية فى أمريكا.