تدور أحداث رواية "أطياف كاميليا" للروائية نورا ناجي، في حقبة التسعينيات حيث الإيقاع البطيء، حول طفلة تسمى كاميليا تشاهد عمّتها تذوب أمامها في المرآة ذات صباح، فتشعر بدهشة وذعر من العالم يستمر معها حتى الكِبر.
وتعتبر الرواية مليئة بخيبات وتمرد وعدم فهم للذات، حيث تتمحور أطياف كاميليا حول تساؤل الطفلة عن سر اختفتاء عمتها التي تحمل نفس اسمها، متسائلة عن الغموض الشديد الذي يحيط حديث والديها عنها، حتى تجد مذكراتها التي تبدأ من خلالها اكتشاف وجه جديد للحياة.
تتمسك كاميليا بروايتها فلا يصدقها أحد، لقد رأت عمتها تذوب أمامها في المرآة، بينما يتمسك الأهل بقصتهم، هربت العمة من المنزل لتتخلص من حياة مثقلة في الخطايا، وحين تعثر كاميليا على أوراق العمة ومذكراتها ، تنكشف أمامها حقيقة ما جرى، تتجلى جذور الأوجاع التي أدت لاختفائها الغامض، هي المرأة التي كانت تضج بالحياة والأحلام الكبرى، حتى وقعت في الحب.
رواية تتحرى العلاقات الإنسانية المتشابكة، دون أن تقع في فخاخ الإدانة أو صك البراءة لأبطالها ، تستعيد فترة سنوات التسعينيات وبداية الألفية بإيقاعها الخاص، وتسعى لاستجلاء صورة أرواحنا الحقيقية، لا تلك التي تطل علينا عبر انعكاسات المرآة.
بمجرد دخولك في أجواء الرواية والتعرف على شخصياتها، تجد نفسك وقد ذُبت في عالم "كاميليا" الصغيرة، الذي تقودك الكاتبة من خلاله إلى عالم أرحب وأوسع، عالم "كاميليا" العمّة، الذي يُشبه عالم أغلبنا، عالم بسيط لأسرة متوسطة الحال، يعود بنا إلى زمن التسعينات الحبيبة، ويستمر حتى بداية الألفية.
تُخاطب الكاتبة "نورا ناجي" في الرواية، روح التمرد بداخل كل أنثى، تُخاطب جذوة النار المشتعلة بداخل قلوب الفتيات، والتي يصر المجتمع على أن يُخمدها، لتبقى بلا روح. تدرس، تعمل، تتزوج، تنجب، تربي الأولاد، حتى تفرغ منّها الحياة نفسها، بدون أن تفرغ منها هي.
الاغتراب، خيبات الحاضر، والحنين الممضِ إلى الماضي، كانت هذه هي عُقدة "كاميليا". تلك الأفكار التي سيطرت على عقلها وقلبها معًا، هي ما قادها إلى أن تتقاذفها أطياف الماضي الذي لم تعشه، جاعلةً من الواقع ألمًا لا ينتهي.