جلس يوسف إدريس رائد القصة القصيرة ذات مرة بجوار الروضة الشريفة، تغير كل شيء فيه فجأة، تلذذ بطريقة غير مسبوقة بهذا الجو الروحانى البديع، طاب له المقام، تأثر كثيرا بلحظات القرب من صاحب الدعوة الأول، تساقط على عقله وابل من الأسئلة؛ فكتب عن ذلك:
بينما أنا مستغرقًا فى دعائى لنفسى وأسرتى وأصدقائى هبط علي خاطر عجيب كأنما هو منزل علي من أعلى عليين: وماذا لو استجاب الله لدعائك يا يوسف وحفظ عليك صحتك وعلى أسرتك سعادتها وعلى أصدقائك حياتهم، أهذا منتهى الوصول؟ ما فائدة أن تحل البركة والخير على تلك المجموعة الصغيرة من الناس فى مجتمع يعانى ما لا طاقة له به!!"
هكذا لم يحج يوسف إدريس بقلبه ومشاعره فحسب ولكن بعقله وخياله وقد غيرت رحلة الحج الكثير والكثير فى قلبه ونفسه وعقله وقد سطر ذلك كله فى كتابه الشهير"إسلام بلا ضفاف" هذا الكتاب الإيماني الذى ينبغى على كل من يريد التعرف على يوسف إدريس أن يقرأه لينصف الرجل ويخرجه من دوائر الشك والاتهام إلى عصرات الإيمان واليقين والحب فى الله والحب للناس.