في هذه الرواية تختار الكاتبة سحر خليفة مسرحا لأحداث روايتها ثلاثة أمكنة شكّلت عصَب فلسطين الأساسية، لتُغني عن الكل، فيها تشكّلت المأساة التي لا يزال شعبنا الفلسطيني يعيشها. وهي نابلس وحيفا والقدس.
وكانت مدينة نابلس تُشكل قلب الوطن وحصنه المنيع ونقاوة أهله ومصداقيتهم، المدينة المحافظة المنغلقة على نفسها، المدينة التي تتحكّم بأهلها العادات والتقاليد.
بينما كانت حيفا البوابة الواسعة التي دخل منها المهاجرون اليهود إلى البلاد، وإليها هُرّبَت الأسلحةُ للمُقاتلين اليهود، وشهدت العلاقات المتشابكة المختلفة بين الشعبين اليهودي والعربي الفلسطيني.
وكانت القدس المدينة التي شهدت المواجهات السياسية، والمؤامرات، وكشفت العيوب، وعرّت الكثير من الزعامات التي تخاذلت وتآمرت وباعت الوطن....
تبدأ وتنتهي أحداث الرواية في أواخر سنوات العشرينات وسنوات الثلاثينات من القرن العشرين لتعرض لنا أشكالًا من النضال والحياة ونماذج نسوية فلسطينية مختلفة، فثمة نسوة متحررات، يرتدين التنانير والقمصان والبرنيطة، وثمة نسوة متلفعات بالسواد لا يبين من وجوههن شيء...