هل قرأ عبد الناصر الرسالة؟ ، الراقصة والطبال، قبل الوصول إلى سن الانتحار، آسف لم أعد أستطيع، كان يعيش مع لسانه، الزجاجات الفارغة، قبل أن تخرج الحقيبة من الباب، شباك كلها ثقوب.
يبدأ الكتاب برسالة كتبها المؤلف للرئيس جمال عبد الناصر في عام 1955 ولم يقم بإرسالها في وقتها بل نسيها لسنوات ثم استخرجها وقرر أن ينشرها، ويتحدث فيها عن مسألة الأدب والمواضيع التي يتناولها كصحفي في مجلة روز اليوسف وموضوع البحوث الدينية وحدود أدب القصة وحدود البحث الديني ويطرح فيها وجهة نظره.
القصة الثانية هي قصة الراقصة والطبال التي تم تحويلها إل فيلم سينمائي شهير جداً، عبده الطبال المهووس بالطبلة ويريد أن يحولها إلى فن راقي متميز منفرد بينما يصر الجمهور على كون الطبلة مجرد آلة متأخرة ويصفها بأنها مؤخرة الراقصة، فالراقصة هي الأهم وهذا ما حدث مع عبده الطبال الذي جلب فتاة صغيرة راقصة اسمها مباهج وعلمها فن الرقص ليؤسس فرقته الخاصة ويكسب الشهرة، لكن الشهرة لمن؟ للراقصة؟ أم للطبال؟
يتميز اسلوب إحسان عبد القدوس بالسلاسة والبساطة على الرغم من قوة وعمق المواضيع التي يتناولها، فتتوالى الصفحات والسرد دون أي عناء وبمتعة كبيرة وتتناغم مع الأحداث والشخصيات، دون إطالة وتفاصيل مملة تنفر القاريء بل من خلال وصف يشبه كاميرا سينمائية ومشاهد ممتعة بالإضافة لحوار مميز وجريء يأتي أحياناً باللغة العامية المصرية وفي أحيان أخرى بالعربية الفصحى، ويرى إحسان عبد القدوس المجتمع من زوايا كثيرة ووجهات نظر متعددة فيستخرج منها قصصاً وروايات أمتعت الكثيرين ولا تزال حتى اليوم يعاد طبعها وتباع على نحو مستمر.