"بلغنا السنتين أنا وأخي، وليس لأحدٍ منا اسم.... عندما يُقال يا بنت ألتفتُ، وعندما يقال يا ولد يلتفتُ أخي. وعلى نحو غريب تجنبنا الجميع، لم تفكر أي من النسوة بحملنا، وأي من الرجال لم يضحك في وجهينا، كأن نحسا ما يحيطُ بنا.
وكلما أصرّ أبي على أن يُطلق علينا الأسماء ذرفت أمّي الدموع: "سيأكلهما السحرة ما إن نسميهما".
فيقول لها أبي: "سوف نذهب إلى مسقط سنبدأ حياة أخرى هناك، سيكون لهما مدرسة وحياة أخرى. سيح الحيول بلا مدرسة بلا مستشفى. ينبغي أن يكون لهما شهادتا ميلاد. إنّ مستقبلهما غامض على هذا النحو. أريد لهما حياة أخرى".
كان أبي قلقا من هلعها المضاعف من الأسماء: "الولد ضعيف، لو أنّي سميته فربما يموت، إنه منسي الآن لأنّه بلا اسم. ..انتظر حتى يشتد عوده!!"
كان تعلقها يتضاعف كل يوم بالولد، تحبه وتدلله وتشفق على ضعفه...."
"أسامينا" هي رحلةٌ مضطربة تنقلنا فيها الروائية العُمانية هدى حمد ما بين سيح الخيول ومسقط لبطلةٍ من غير اسم تثيرها الجملُ والأحلام الغريبة ولا ينقذها من هواجسها إلا الرقص والموسيقى في (نادي الجميلات)!