إن الذي دفعني إلى تأليف هذا الكتاب هو ما لمسته في محيطي، وفيما اطلعت عليه في (النت) من حيرة الآباء والأمهات، بل حيرة الناس جميعًا في كيفية التعامل مع الجوال والآيباد والحاسب الآلي والتلفاز، وكيفية التعامل مع الفيسبوك وتويتر واليوتيوب وغيرها كثير كثير . . .
إنهم يجدون لها بعض المنافع، ويلمسون بعضاً من أضرارها، وهم فعلاً حائرون في تقييم هذه وتلك، لكن الجميع يدرك أنهم اليوم ليسوا مخيرين بين إبقائها في البيوت، وإخراجها منها، فقد صارت هذه الوسائل والمواقع جزءاً من حياتهم، إنها مثل الفراش والوسادة والثلاجة والكرسي والملعقة... بل إن إلتصاقهم بها أشد بكثير، لأن المرء لا يدمن حمل الملعقة بيده، لكن كثيرين منا قد أدمنوا إمساك الجوال باليد، وفتحه كل خمس دقائق أو أكثر أو أقل...
هنا في هذا الكتاب أطمح إلى تحسين وعي القراء الكرام بهذه الظاهرة الجديدة، وإرشادهم إلى أفضل الطرق للتعامل معها.