"من أين يمكن أن أبدأ لحظتي الأولى معك؟ من الألم الغريب والبهجة الغامضة والأحلام التي لا تفسير لها أم من ذلك الصباح البارد الذي يشبه لمعة الأصداف الخالية عندما كنت أهبط فوق درج سلمنا المتآكل وسط صفائح القمامة المتراكمة التي دائماً ما يتأخر جامعو القمامة عن حملها، على ظهري حقيبة المدرسة المتآكلة تبرز منها أطراف الكتب وتتساقط أقلام الرصاص؟
لم أنس اللحظة التى رفعت فيها رأسي فرأيت وجهك يافاطمة ، كم كان صغيراً ودقيق الملامح وبه مسحة من الشحوب والزرقة بسبب برد الصباح ، لكم عشقت هذا الوجه في تلك اللحظة بهذه الزرقة الباهتة كالحليب كلما تذكرته ....."
"انكسار الروح" واحدة تلك الروايات الرومانسيه التي تهرب بها من الصخب المنتشر حولك للهدوء والسكينة ثم القراءة المتأنية التي تحمل عبق الحرص على الجودة والاهتمام بالأدوات الأدبية وعمق الفكرة والفلسفة، الأمر الذي جعلها تعتبر النموذج القياسي لأدب الستينيات، فهي تنقل لك كل سمات وملامح الستينات، بدءأً من القمع الفكري والسياسي مرورًا بالطبقية الحثيثة ومرارة الهزيمة والانكسار النفسي، ودائرة الإحباط المغلقة وقصص الحب الحالمة والانتهازية والمتاجرة بأحلام الطبقات الفقيرة...