على رصيف المحطة، وقفت ورد لتودع حبيبها قبل الرحيل... وقفت هناك ولم تتحرك بعد ذلك ثانية. وقفتها المتسمرة تلك دفعت ببطل الرواية في رحلة من مدينته الصغيرة إلى القاهرة التي تغلي من شدة القهر، ورغما عنه يهجر براءته ويدخل إلى عالمها المليء بالقسوة والصراع لحافة الموت، ينتقل من الأحياء العشوائية إلى ضواحي القاهرة الفخمة التي يحتمي سكانها خلف الأسوار، من الجامعة حتى السجون المكتظة بكل أنواع البشر كبطن الحوت، يشاهد كيف تموت البراءة ويسحق الإنسان ويظهر أسوأ ما فيه من خصال، فهل يمكنه التمسّك برمق الصدق الأخير؟
في هذه ة الروايه يُسلط الأديب محمد المنسي قنديل الضوء على فكرة أنَّ في كل منا ما يجعله أنسان أو يجعله حيوان و أنت عليك أنت تختار... وكعادته يبرع في تصوير أدق خلجات النفس، وأكثرها شفافية وتعقيدًا، بلغة شاعرية تزاوج بين الواقع والحلم، فيقدم لنا مدينة حبلى بكل عوامل الثورة وتوشك على الانفجار بينما ينتظر أناسها البعث الجديد...