لقد عشت ما عاشه عبد الله في هذا النص، على الأرض، أكثر من مرة، إلا أن جماليات الكتاب، ورهافة التقاط التفاصيل والعيش فيها، جعلني أزور فلسطين مرة أخرى; مرة أخرى أرى فيها ما لم أره من قبل، عبر عيون كاتب يستطيع أن يزيد حبك لفلسطين، مهما كانت درجة حبك لها قبل قراءته.
تتمثل قدرة الكتاب في أنه يجعلك تركض عبر سطور، طاوياً لها، من خلال قوة اللحظة التي يتناولها، واللحظة التالية التي بت متشوقاً لمعرفتها. من عمّان، إلى أريحا، إلى رام الله، الخليل، وسواها من المدن الفلسطينية، تتشكل حكاية فلسطينية أخرى، بعيون عربية محبة، وقلب نابض بالجمال، يرى الجميل ويتعلق به، و يحميه وسط غابة البنادق المتربصة به. ويأتي التقطيع المشهدي المكثف، ليفتح عيني القارئ على صور تُرى وتُسمع، وتتكامل، لترسم صور فلسطين اليوم، وما وصلت إليه، بعد سبعين عاما من مأساتها.