يطرح الكاتب غيث البطيخي في كتابه "إن كنت تبحث عن الله" إجابات على عدد من الأسئلة والتساؤلات التي يسأل عنها الشباب ويفكرون بها.
استخدم البطيخي أسلوب الحوار للإجابة على أسئلة الشباب، مبتعداً كل البعد عن الأسلوب الوعظي المتعارف عليه والتقليديّ، مستنداً في حواراته على خلفية ثقافية واسعة من خلال مطالعات كثيرةٍ وعميقة لكتب التراث والفلسفة والعلوم الطبيعية لمفكرين وكبار العلماء من العرب وغير العرب.
يقوم الكاتب في هذا الكتاب برسم لوحةٍ من الأمل، تتلون بإيمانه على قدرة الأمة على النهوض، عاكساً بذلك صورة عكس المتعارف عليه والسائد في مجتمعنا الذي فقد الإيمان بالأمة وقدرة الشباب على النهوض بها والتغيير للأفضل. يقدم البطيخي حوارات حول ثلاثة مواضيع يستند عليها الكتاب وهي: الإلحاد، التشدد، والإيمان، معتمداً على ركائز علمية وفلسفية. ويأتي هذا الكتاب نتيجة دوافع البطيخي، إلى أنه مثل الآخرين الذين ملّوا وسأموا من أسلوب التلقين وكل ما هو موروث، والإنقياد والتقليد الأعمى والخلاف والقتل، وما تم فرضه من ثقافة وفكر ديني، وملله من التناقض بين أقوال الناس وأفعالهم، و الثغرة التي تفصل ما بين دين الناس وإيمانهم. ويستخدم البطيخي المنطق وأسلوب البحث العلمي وأسس العلم الحديث، إلى جانب تحكيم عقله من أجل البحث عن فطرة الإنسان السليمة، وبحثاً عن الله والوجود والخلق.
يعتبر هذا الكتاب موجهٌ لكل فرد، ملَّ من التُّرهاتِ وضاقت به الحياة، كتابُ لكل من ضلَّ عن الطريق وأراد العودة، فيجدُ ما يريح قلبه من تلائمٍ ما بين المنطق وهدف الوجود، وهو كتابٌ بمثابة فضاءٍ واسعٍ من الفلسفة، علم الاجتماع، الفيزياء، الأحياء، علوم الأرض، اللغات، الإدارة،علم النفس، موضوع الإلحاد واللا دينية.
والغاية التي جعلها البطيخي همّه الأول هو أن يوجدَ حواراً عصرياً وناجحاً، يحتمل الصواب والخطأ، كما يطمح أن يجيب على أسئلة ذهبية لطالما خطرت على أذهان البشر على مر الزمن، كما ينفي الكاتب أن يكون هدفه من إعداد هذا الكتاب هدفاً دعويّاً، أو هدماً للنظريات السابقة، أو اتخاذ مواقف تجاه آراء الآخرين المختلفة عن آرآئه، بل يريد أن يكون هذا الكتابة نقطة البداية في فهمٍ معاصرٍ للأديان. ويسلط الكتاب الضوء على أهمية الحوار بين الأفراد، الذي يسعى لتقريب المسافات بين الآراء، والحفاظ على الأمور المشتركة بين الناس والمحافظة على الإنسانية، فلا يهم إن كان مسلماً أو مسيحياً، محلداً أو مؤمناً، يهودياً أو بوذياً.