إختارت الكاتبة في روايتها أن تتحدى الموت بالحب، فقللت من قيمة الجسد الفاني، وجعلت القيمة الكبرى من نصيب الروح، فلم يكن الجسد بالنسبة إليها سوى الوعاء الذي يحتويها. وحين برحت الأرواح الأجساد التي سكنتها في ذلك الزمن البعيد، عادت في زمن آخر، لتسكن أجساداً أخرى تشبهها وتليق بها، فامتزجت أرواح من التاريخ العائد إلى فرنسا عام 1887، المتمثل في «آغات» وحبيبها الرسام «إيفانو، في الأرواح الحاضرة المقيمة في بيروت عام 2014 المتمثلة في «لانا» وحبيبها المسرحي «جاد»... وكل ذلك من خلال الحلم الذي بدأ يزور لانا في منامها بعد عودتها من باريس، والحيرة التي وقعت فيها بعد الزيارة التي قامت بها إلى ذلك الحي الباريسي القديم، الذي شعرت بأنها تألفه: «أحسست بأنني أعرف صحوات ونوم وصرخات وآهات هذا الحي وكأنني ولدت في أعالي سقوفه وترعرعت في عبير أزهاره»، وحين أرّق هذا الحلم أيامها، شرعت تبحث عن الحقيقة، وسعت إلى يقين ما تاه في داخلها وداخل حبيبها جاد.