للناس فى فهم التصوف مسالكٌ ودروبٌ تصل بتنوعها إلى درجة التناقض ، فمن الناس من يرى فى التصوف منتهى التدين وغاية الطريق العارج من الإنسان إلى الله، وفي المقابل يراه آخرون باباً من أبواب الهرطقة والإلحاد وهتك أستار الشريعة .. وبين أولئك وهؤلاء مواقف عديدة من هذا الاتجاه الروحى الذى اصطلح على تسميته بالتصوف..
لهذا الكتاب غايةٌ تبدو في ظاهرها بسيطة، هي التعريف بالتصوف والصوفية .. غير أنها فى حقيقة الأمر غايةٌ صعبة المنال وكيف يمكن نوال منال بعيد فى جوهره عن مقدرة اللغة على الإحاطة بهذا الطريق الروحى المتفرد ، المتجاوز ، المحلِّق بالتجربة الدينية فى سماوات الحضرة الإلهية المفارقة لأحكام الحس والمنطق لذا سيشرح لنا المفكّر يوسف زيدان نظرته في الصوفية على مدار فصلين؛ الفصل الأول سيكون محاولةٌ لتعريف كلمة التصوّف ودلالاتها الثرية ورؤاها المتنوعة والثاني؛ استعراضٌ لبعض ملامح الطريق الصوفي وأشهر طرق الصوفية وأوسعها انتشارًا.