يعتبر كتاب "التجربة المحظورة لروح أمه" للكاتب كيرلس بهجت، مقالاتٍ في علم النفس، ترجمها الكاتب كيرلس من مواقع علمية وأضاف عليها بأسلوبه السهل والعاميّ في الكتابة. ويعتبر هذا الكتاب مدخلاً لعلوم النفس المبسطة والسطحية، وقام كيرلس بالشرح فيه مقدّماً لنا أمثلة من الحياة، وقد يظن البعض أن الكتاب ساخر، ولكنه كتاب مبادئ لعلم النفس، وعن أشياء قد تحدث يومياً أمامنا أو معنا، فيعطي الكتاب تحليلاً لها ومعرفة سبب حدوثها، إضافة إلى تحليل شخصيات عديدة نتعامل معها يومياً، كما أن الكتاب بمثابة لمسة إضافة جديدة لكل من يهتم بمعرفة النفس البشرية وكيف نتعامل معها.
ولا يهدف الكتاب للوعظ أو التنظير، ولا هو مجرد معلومات أو حكايات تارخية حتى يعرفها الناس، إنما هدفه أساساً أن يؤمن الناس أن حلَّ أي مشكلة في حياتهم يبدأ من داخلهم، وأداة ذلك "العلم"، العلم الذي تشوه بسبب الخرافات والجهل والكبت، فلو أن أحدهم ظنّ أنه يستطيع تطوير نفسه أو أن يتقدم في أي مجالٍ من حياته من غير العلم أو المعرفة، فهو إنسان واهم وغير واقعيّ، فالعلم يمكّن الشخص من فهم أعماق ذاته، وإدراك خبايا شخصيته، هو من يمكّنه السيطرة على أفكاره ونزواته، فالعلم قوة.
ويعتبر الكتاب بمثابة تجربة المؤلف الفكرية، فأغلب المقالات الموجودة فيه، كانت في الأصل أسئلة تدور في ذهنه، أسئلةً عندما نجد لها إجابات علمية منطقية، تغيّر نظرتنا للحياة، وتغير مستوى تعاملنا مع البشر وتعاملنا مع أنفسنا، فهمٌ وإدراك، شعورُ ومعرفة، رؤيةٌ للحياة بمنظور جديد، وأن نخوض مع أنفسنا تجربتنا الفكرية، نقرأ ونستفهم، نبحث عن أصل مشاعرنا وأحاسيسنا، نجعل المنهج العلميّ المنطقيّ هو المنهج الأساسي في تعاملنا مع من حولنا ومع أنفسنا، فالهدف فعلاً هو أن نسأل ونثق أن في العلم مكان الإجابة.