"وحين فتحت عينيك كان الأثر واضحا، صخرة مثل شجرة مقطوعة، فوق تلة وحيدة، قرأت سورة الفاتحة، ولففت الصخرة بثوب خاتون، بحت لها بما يغمر صدرك من كلام كثير ثم عدت إلى البيت، وحين تكررت زيارتك، انتبهت إلى أن الكثير من الأقمشة الخضراء، وتلك المطرزة بخيوط من الذهب، قد لفّت حول المكان الذي أصبح مزارا تترد عليه نساء الحارة".
من رواية السوافح... ماء النعيم لفريد رمضان.
يصف رمضان في هذه الرواية المجتمع القروي البحريني، من قرية شعبية تقليدية بحرينية في سبعينات القرن الماضي تجري أحداث هذه الرواية، شخصياتها الرئيسية ثلاث شخصيات وهي خديجة وضرتها خاتون وزوجهما إسماعيل، وحياتهم المشتركة، الزوج القاسي العنيد الذي يعامل زوجتيه بمنتهى القسوة بينما الزوجتان مليئتان بالحسرات والألم والمواجع ويجمع بينهما العطف على عكس حال أية ضرتين، خاتون المقعدة المريضة وخديجة الأصغر سناً التي تعتني بها وتحسن إليها فتجمع بينها علاقة لا مثيل لها وتشكيان همهما المشترك وآلامهما ولكل منهما قصتها الخاصة وحكياتها التي ترويها وتشتكي ضعف حالها، وتأتي هاتان الشخصيات كأمثلة على حال النساء في المجتمع البحريني سابقاً والقمع والظلم الذي تتعرض له النساء.
يبدو رمضان في روايته شديد الصلة بتلك الشخصيات وبمجمل القضايا التي تشغل تلك الذهنيات التي ترتبط بقوة بأهل البيت فهو لا يتحدث فقط عن عبارات ومشاعر انسانية وانما عن أثر في الحياة يمتد ليشمل جوانب وجود تلك الشخصيات، رواية عكست جانباً من الحياة في فترة زمنية محددة عكست أيضاً مدى انسيابية الحياة، فالطيب يظل طيباً والشرير يظل شريراً على رغم تعلق الجميع بأهل البيت، فخديجة وعلى رغم أنها ضرة فإنها تعتني بضرتها خاتون، وتظل محتملة لزوجها إسماعيل الذي يرفض عشرتها بالحسنى على رغم أنها حققت له ما كان يرميه من الزواج وهو الخلف.