السمان والخريف، هي إحدى روايات نجيب محفوظ، نُشرت عام 1962... ويصور فيها الواقع تصويرًا أمينا فقد خلق من بطل الرواية شخصية حية تحي حياة كاملة تجيش بالعواطف والرغبات، ظلت تتعايش مع عقود من أزمنتنا..
حيث تبدأ الرواية في يوم حريق القاهرة... "عيسى" موظف حكومي وعضو في حزب الوفد، كان قريبا من التعيين في منصب كبير، وقريبا من الزواج من "سلوى" بنت أحد الباشاوات، تقوم الثورة وبعدها تتغير حياته؛ يفصل من وظيفته وتفسخ خطوبته، ويمسي عاطلا.
يسافر عيسى إلى الاسكندرية، وهناك يلتقي ببائعة الهوى "ريري"، التي تعيش معه حتى يعلم أنها حامل فيطردها ثمَّ يتزوج من فتاة عاقر مطلقة ذات ثروة لكنّه يعاني من الملل واليأس ويندفع نحو القمار حتى يرى بالمصادفة "ريري" ومعها فتاةٌ صغيرة لتنقلب الأحداث من جديد
و"عيسى" بطل الرواية هنا يمثّل شريحة اجتماعية برزت في مجتمعات ما بعد التغيير متماثلة في السلوك الاجتماعي والنفسي... شريحة تشعر بأنها زائلة، بلا انتماء ومأزومة العيش بفضاء يتضاءل شيئا ً فشيئاً، مع تلازم الإحساس بالألم نتيجة للإحساس بالذنب جراء ما ارتكبت من خطايا بحق مواطنين...