لم تكن نهضة اللغة العربية والاهتمام بها حكرا على المفكرين المسلمين، فقد كان لفرسان التجديد اللغوي المسيحي دور بارز في تهذيب اللغة العربية الفصحى ونشرها والمحافظة عليها، في القرن التاسع عشر، الذي شهد انحطاطا كبيرا للغة الضاد وتدهورها وتراجع استعمالها، أمام الإقبال على اللغات الأجنبية، خاصة الإنجليزية والفرنسية، في ظل صعود أوروبا وهيمنتها على العالم العربي.
ومن بين هؤلاء الرواد، برز، الشيخ ناصيف اليازجي، الملقب بأب النهضة الأدبية، في كفر شيما اللبنانية.
برع الفتى ناصيف، في عدة مجالات فكرية وأدبية، وقد شغف بالمطالعة وقراءة الكتب والاطلاع عليها منذ نعومة أظافره. وبرزت اهتماماته بمجالات مختلفة، منها علوم الصرف والنحو واللغة والشعر والبيان والمنطق، إضافة لاطلاعه على الطب والفلسفة والموسيقى والشعر.
وقد ذكر المطلعون على سيرة أديب النهضة العربية، ناصيف اليازجي، أنه قد اكتسب فصاحته في اللغة العربية، من خلال حفظه للقرآن الكريم وللفقه الإسلامي وأنه من فرط حبه وعشقه للغة الضاد قد حفظ القرآن الكريم آية آية. وحفظه لكتاب الله، زاده سلاسة في استعمال اللغة العربية.