كتابنا اليوم عن الشريف الرضي والمعروف أيضًا بـالسيد الرضي، من كبار علماء الشيعة، ومن أكبر شعراء الطالبيين في عصره، بل هو أكبر شعراء عصره على الإطلاق، وقد اشتهرت أشعاره باللطف حتى سمي بقيثارة اللطف الحزينة.
وقد اشتهر بالزهد والتقوى وكمال النفس وجمال الخُلق، وكان مبجلاً لدى العام والخاص. وقد توفي في بغداد ومزاره مشهور في ناحية الكرخ من بغداد يزوره الجميع، وهو جامع خطب الإمام علي في كتاب نهج البلاغة.
قد كان الشريف الرضي من نوادر علماء الدهر، وقد تتلمذ على أكابر علماء عصره حتى أصبح أديباً بارزاً شهيراً، وفقيهاً متبحراً، ومتكلماً حاذقاً، ومفسراً للقرآن وشارحاً للحديث النبوي، لكن عظمة أخيه السيد المرتضى العلمية غطت قليلاً عليه، كما أن عظمته الشعرية غطت على مكانة أخيه الشعرية شيئاً ما، ومن هنا قال بعض العلماء: لولا الرضي لكان المرتضى أشعر الناس، ولولا المرتضى لكان الرضي أعلم الناس.
وعنه يقول الدكتور زكي مبارك في كتابه (عبقرية الشريف الرضي) : "طُلب إليَّ أن أكتب عن أعظم شاعر أنجبته العربية فكتبتُ عن الشريف الرضي".