يستيقظ شهاب الشمندر من نومه فزعاً وقد رأى كابوساً مزعجاً، وجد نفسه في الستين من عمره وأدرك أن الموت غير بعيد عنه، سأل نفسه في لحظة يقظة الكثير من الاسئلة، هل سيموت؟ هل كان خيرًا أم شريرًا؟ هل عرف الحب، أم لا؟ ماذا بعد الموت؟، هل هناك معنى لمواجهة القدر؟ بدأ بمراجعة شريط حياته كاملاً وسرد حكايته، وحياته مرتبطة ارتبطاً وثيقاً بلوحاته، فلكل لوحة حكايتها الخاصة، وخلف كل عنوان لوحة لحظات مهمة في حياته.
«عرفت أنه حان موعدي عندما فقدت القدرة على الفرح وتبخر الحزن ولم يتبق سوى القلق غير المبرر، ستون عامًا كانت كافية لابتلاع ذرات التوهج التائهة وسط شراييني. لم ألمح وميضًا يتيمًا تلتمع أطرافه داخلى منذ فترة».
رواية الشمندر هي عبارة عن سيرة فنان تشكيلي، يسرد فيها قصة حياته من خلال لوحاته وعلاقتة تلك الحياة باللوحات والتصاقها الوثيق بها فلوحاته بمثابة تأريخ لحياته الحقيقية، تدور الرواية في حياة شهاب الشمندر منذ وصوله إلى القاهرة وسكنه مع جدته لأمه بستان، وتلك البناية التي سكنها لمدة من الزمن، ووقوعه في حب بنات العمارة، فيسرد مغامراته النسائية وغرامياته، تفاصيل تلك الحياة الصاخبة، دراسته وتخرجه من الجامعة، شغفه وحبه.
(مائدة الطعام) و(بستان) و(العائلة) و(المزهرية) و(خريستيانا تجيب)، (بستان الدهر تغزل الحكايات بمغزل من ذهب)، (حركات سانتو الخفية في الغرفة المظلمة)، هذه هي أسماء لوحات شهاب الشمندر التشكيلية، وهي نفسها فصول حياته، حياته الغريبة العجيبة بتفاصيلها وألوانها التي نقلها إلى اللوحات كما عاشها في الحقيقة، هي نفس العناوين التي استخدمها الكاتب خالد الخميسي بشكل فريد كعناوين لفصول روايته، ليحكى سيرة فنان يحلم بالنقوش والألوان.