" لأول مرة يدخل الضفة بعد غياب خمس، وكان اللقاء غيرما صوّره خياله، وأبدع في تزويقه وتنسيقه، كان يحس بأن الضفة قد باتت بحجم القمقم، وإن روحه التي ما فتئت تهتم في سموات الشوق والحنان قد سقطت من سابع سما....وبالرغم من خيالاته العاشقة المحمومة التي عايشها طوال سنوات طويلة جديبة محرومة، وأحلامه التي تنقله كل ليلة إلى الجسر وما وراء الجسر، وإلى اللوحات السماوية المفروشة على امتداد الوهاد والوديان، والشلال باللوز المكدس على البسطة أمام الشلال تحت أشجار الجوز الباسقة-كل ذلك قد انمحى-ولم يبقى في ذاكرته إلا هلوسات وكلمات تتردد بإطناب ورتابة.. البترول، سوريا، ماجستير، الولد مات... ولم الشمل.... وتلفت حواليه، وهو يمتطي السيارة كانت الجنة تحت أقدامه وأمام عينيه، ولكنه بات سجين القمقم".
تعتبر هذه الرواية للكاتبة "سحر خليفة" كمفترق الطرق في مسار الأدب الفلسطيني حيث تطرقت إلى موضوعٍ شائك وهو حاجة العمال الفلسطينييين إلى العمل داخل إسرائيل في السبعينيات..
حيث تستمدُّ احداث روايتها هذه من يوميات عائلة فلسطينية، تعيش في نابلس وتخضع للعنة ووحشية جيوش الاحتلال الإسرائيلي ولتدخلاتهم المتتالية فى حياة أفرادها باعتبارهم من الرافضين لسيطرة الإسرائيليين على أرضهم وما يمز هذه الواقعية أنها جاءت مصورة للحياة في فلسطين عموماً أو نابلس خصوصاً بالشفافية في عرض الوقائع المخزونة عن واقع الشعب الفلسطينى ومآسيه الداخلية.